هل يمكن أن تَبُرّ أمك مثل هذا العتّال؟


Hamalin
كان لكل قرية أو بلدة أو حارة في مدينة عتالها

في الماضي القريب لم تكن السيارات والرافعات موجودة في حياتنا كما في هذه الأيام بل كان لكل قرية أو بلدة أو حارة في مدينة عتّالها الذي كان يقوم بما تقوم به السيارات في أيامنا هذه على اختلاف أنواعها ومسمياتها. وكان هذا العتال يحمل على ظهره كل ما لا يستطيع حمله الرجل العادي ويريد نقله من مكان إلى آخر، فقد يحمل على ظهره كيساً كبيراً من القمح ويذهب به إلى الطاحون لطحنه، وقد يحمل على ظهره خزانة كبيرة بعد شرائها أو بيعها، وقد يحمل مريضاً على ظهره لنقله إلى العيادة الصحية والعودة به إلى البيت.

hhhhl
كان يعيش وحيداً مع أمه في كوخ من صنع يديه

ومن الجدير بالذكر أن مهنة العتالة هذه ليست لها عمر معين، فقد يكون العتال صغيراً في السن وقد يكون شاباً وقد يكون شيخاً كبيراً. أما عتال بلدنا الذي أنوي أن أحدثكم عنه فقد كان في العقد السادس من عمره، لم يتزوج لقلة ذات اليد بل كان يعيش وحيداً مع أمه المقعدة في كوخ صغير من صنع يديه. كان أهل البلد يحبونه ويحترمونه لأنه كان يقضي لهم حوائجهم بقروش معدودة، لا بل يشفقون على حالته فكانوا يدعونه عند كل وليمة يقيمونها في الأفراح أو في الأتراح.

d8b5d988d8b1d987__d8b7d8b1d98ad982d987_d8aad8add8b6d98ad8b1_d8a7d984d983d8a8d8b3d8a9_d8a7d984d8b3d8b9d988d8afd98ad8a9_a
يأخذ قطعة من اللحم ويضعها في عبّه قبل أن يبدأ بالأكل 

لكنه كان يقوم بعمل مُستهجن ومُشين في نفس الوقت بالنسبة لأهل البلدة، فقبل أن يبدأ الأكل في هذه الولائم يأخذ قطعة من اللحم ويضعها في (عبّه) أو جيبه الداخلي ثم يبدأ بالأكل، وعندما تكرر هذا الموقف سأله أحدهم: لماذا تضع قطعة اللحم في عبّك قبل أن تبدأ الأكل؟ أفلا يكفيك ما تأكله هنا؟ فأجابه العتال قائلاً: إن لي أمّاً مُقعدة في البيت ولا تستطيع الحركة، فآخذ لها قطعة اللحم هذه كي تأكلها، لأنها بغير هذه الطريقة لن ترى اللحم أبداً، فبكى من سأله وقال: لقد ظلمناك يا هذا واتهمناك بالفجع وإنا إذن لمخطئون.

الدنيا حكايات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s