أوصانا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالزواج ولم يكتف بذلك بل طلب من كل من يستطيع منا الباءة أن يتزوج. هذا ما كان في الماضي البعيد أما في هذه الأيام والأيام القادمة فأتوقع أن من يمتلك الباءة سيعزف عن الزواج ويستبدله بامتلاك إذاعة خاصة به. ثم يقوم بعدها مالك هذه الإذاعة أو الفضائية بتسويق بضائع الأغنياء  على أثيرها للفقراء أمثالي، بعد أن يأخذ تمويله من الأغنياء، ولن يكتفي بذلك بل يقوم من خلال إذاعته الخاصة بإقناع الفقراء بأنهم أغنياء وبأنهم قادرون على شراء ما يعرضه لهم من بضائع الأغنياء. 

إن الإذاعات والفضائيات الخاصة المُستحدَثة في هذه الأيام تُسوّق نفسها للفقراء مرة بصبغة وطنية ومرة بصبغة دينية ومرة بصبغة قُطرية عنصرية، وانشغلت هذه الفضائيات والإذاعات وأشغلت الناس معها في حل مشاكل الفقراء على الهواء مباشرة بعد أن أقنعتهم أن مشاكلهم تُحل بالكلام. والأدهى من ذلك أن المذيع يعرض نفسه حلالاً للمشاكل التي كانت الحكومات المتعاقبة بعظمتها قد عجزت عن حلها من قبله ومن بعده. ومن هذه الفضائيات والإذاعات من أشغل الفقراء من الناس بمواضيع جانبية لا تغني ولا تسمن من جوع، ومنهم من تعلم صناعة الكلام والتلاعب فيه فأصبح يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً إذا أراد.

مقالات