وما أن علمت بنت أختي أم كلثوم ببطولة خالتها أم أربع وأربعين حتى قامت على الفور من قبرها تغني فرحاً وطرباً وتقول:عشرون عاماً وأنا أبحث عن هوية فسمعتها خالتها (أم القوين) وقالت لها:يا خالتي العزيزة أم كلثوم كنت قد غنيت للفلسطينيين على أنهم بلا هويّة واليوم لمن تغنين؟فقالت أم كلثوم لخالتها أم القوين ودمع العين يسبقها:غنيت بالأمس للفلسطينيين طرباً أما اليوم فأغني للعرب حزناً وشفقة على الحالة التي وصلوا إليها بعد أن أصبحوا الآن كلهم بلا هوية وليس الفلسطينيون وحدهم.
وقريباً سأغني للمسلمين كافة إذا لم يتفقوا على من هي أم المؤمنين أهي (عائشة) أم هي (فاطمة)؟وعلى (أبي لؤلؤة) هل هو قاتل مجوسي أم وليّاً من أولياء الله الصالحين؟وعلى الخليفة الأول هل هو (أبو بكر) الصديق أم (عليّ بن أبي طالب)؟فقطعت الجارة حديث أم المعارك وقالت لها:أريد أن أسألك سؤالاً قد يُحرجك أو يحرج غيرك؟هل أستطيع طرحه؟وهل تملكي الجرأة الكافية للإجابة عليه؟وقبل أن تسمع أم المعارك السؤال قاطعتها بقولها:بالتأكيد يا حبيبتي سأجيب على سؤالك فلم يعد هناك من أسرار تخفيها الأخت عن أخواتها بعد أن انكشفنا جميعاً على بعضنا البعض وظهر الحق وزهق الباطل فأنا لم أعد أخاف أو أخجل من أي أحد على الاطلاق.