
عندما فكرت في كتابة هذا المقال «الزوجة التي أريد» لم أقم بالاستعانة بمراجع أو كتب كي تساعدني على الكتابة بل كتبت مقالي هذا عن واقع كنت قد عايشته بنفسي (ولا أزال) مع زوجتي وأم أولادي في الماضي وحتى الآن دون أن أزد على هذا الواقع حرفاً واحداً لكنني فوجئت بأن البعض قولني عن الزوجة قولاً لم أقله ولن أقوله في يوم من الأيام وليعلم الجميع أنني لم أقصد من كتابة هذا المقال التنظير على الناس كما يحب البعض أن يعتقد.

فأنا لم أقل أن هذه الزوجة التي أريد موجودة جاهزة مُجهّزة في بيت والدها تنتظر فارس أحلامها (الشاطر حسن) وما عليكم إلا أن تبحثوا عنها ومن لم يعثر عليها عليه أن لا يتزوج بل قلت أن الزوجة التي أريد تُصنع من قبل الأهل ولا تخلق وعلى الرجل أن يكمل ويُعدّل على صناعتها كما يريد بعد أن يعيشا تحت سقف واحد فإذا لم تكن هذه الزوجة لينة تستجيب للسحب والطرق ستنكسر بين يدي زوجها.

لكن البعض كانوا قد خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا بناتهم بقصد أو بغير قصد بقولهم لهن عند الزواج: إن الزمن والعشرة والصبر والتضحية هي مفاتيح الحب الذي سيأتي بعد الزواج لكنه قد يتأخر وتصبر البنت بعد زواجها سنين طويلة وتضحي وتنتظر ذلك الحب الذي قالوا لها عنه لكنه لم يأت ولن يأت وستبقى حائرة في أمرها إلى أن تكتشف أن ما قالوه لها ليس سوى مقلب كبير عندها يستوطن اليأس والإحباط في نفسها فتبيع الدنيا بمن فيها وتتمسك بالآخرة بعد أن فشلها في الدنيا وتبدأ في تقزيض البيوت السعيدة من حولها تحت ستار الدين والتدين.

وليعلم من يريد أن يعلم أن ما كتبته هو بمثابة وصفة للزوجة التي ترغب في انتزاع الحب من عقل زوجها لا من قلبه بأقل التكاليف وبدون تضحيات جسام وبلا انتظار مُملّ كئيب وهو وصفة لأهل الزوجة الذين يرغبون أن يصنعوا من ابنتهم مشروعاً ناجحاً للزواج وهو وصفة ونصيحة لكل شاب مقبل على الزواج بأن لا يدقق كثيراً على جمال المرأة الخارجي لأن مثل هذا الجمال سيحجب عنه الصورة الحقيقية لصاحبته وهو وصفة تساعد الزوج على مواصلة الإرتقاء بزوجته كما يريد هو لا كما صُنعت له فمهما كان الصانع ماهراً لن يعجب المرء غير صناعة يده وهو وصفة للزوجة أيضاً لتسير على خطاها لا أن تطبقها حرفياً كما توهم البعض منكم.

أما لمن استكثر طلباتي من المرأة فقد نسي بأنني قمت بشرح معالم الطريق لهذه المرأة كي تسعد نفسها وزوجها وأهلها وإلا ستكون كطالب دخل امتحاناً دون أن يستعد له ورسب فيه فأول كلمة سيقولها: إن هذا الامتحان صعب وهو من خارج المنهاج والأستاذ لم يشرحه لي فقمت بشرحه لكل من يريد أن يتعلم كي لا يتذرع أحد من الجنسين بعد الآن بعدم معرفته لمعالم الطريق.

أما لمن اعترض من الرجال على ما كتبت حتى أن بعضهم نفى نفياً قاطعاً وجود مثل هذه المرأة التي أطلبها في حياتنا اليومية ومنهم من اعتبرها من الحور العين فأقول لهم: أو ليست جميع العناقيد العالية حامضة في شرع الثعلب؟ هذا هو الأصّح يا سادة يا مُعترضون فالامتحان قائم منذ الأزل له قواعده وأصوله وطلابه ومعلميه ولن يغير هذه القواعد والأصول احتجاج بعض المحتجين عليها.

أما لمن اعترض منهم على طلباتي الكثيرة من المرأة ولم أطلب من الرجل شيئاً فأقول لهم: إن المرأة هي التي تلون حياتنا باللون الذي أوجدناه نحن في ضميرها وتعكس ما وضعناه بداخلها من قيم ومفاهيم فهي إذا لم تأخذ منا فلن تعطينا شيئاً وليعلم الجميع أن الرجل هو الذي يزرع والمرأة هي التي تنبت الزرع وتسقيه وتتعهده وتسمّده بسماد طبيعي أو بسماد كيماويّ وشتان بين الإثنين.
وأخيراً أقول لمن لم يهبهم الحب من أجنحته: أنتم لا تستطيعون الطيران والتحليق عالياً لتروا حلاوة الحياة فهذا المقال لم يكتب لكم لأنكم حتى لو فهمتم معانيه فلا يمكنكم أن تروا ما يسيل بين سطوره من أشباح ستظهر لأولادكم في المستقبل.
الزوجة التي أريد
هي صفة نادرة من زوجات اليوم لللاسف لم يتفهموا ذلك
إعجابإعجاب
لهذا با أخت سلوى علينا أن نعلم من يريد أن يتعلم
إعجابإعجاب