
عندما يولد الولد الأكبر في الأسرة العربية يهلل له الجميع سواء كانوا من أهل وأقارب الزوج أو من أهل وأقارب الزوجة على حد سواء ويتسابق الجميع من كلا الطرفين في اختيار إسم له يليق به ويتمنون له أن يكون على قدر من سُمي بإسمه وتنهال عليه الهبات والعطايا من كل حدب وصوب ولن يكتفوا باختيار الإسم له فقط بل سيختارون له ملابسه ومدرسته وجامعته وفي المستقبل يختارون له زوجته لو بقيوا من الأحياء.

أي أنهم بذلك يعطون هذا الولد البيضة وقشرتها كما يقولون في أمثالهم الشعبية أو إذا شئت يعطونه الجمل بما حمل وبالمقابل سيطلبون منه مجالسة الكبار والإستماع إلى أحاديثهم كي يتعلم منهم إدارة الحوار والنقاش ليملأ الفراغ الذي لم يستطع والده أن يملئه في حياته أو بعد موته فيغادر هذا الولد حياة الطفولة مبكراً ويعيش في عالم آخر غير العالم الذي يجب أن يكون فيه.

وفي الغالب يخرج هذا الطفل مُدللاً قليل الخبرة في الحياة يحتاج إلى الآخرين في كل شئ فأهله كانوا قد عوّدوه من صغره أن يكون الجميع في خدمته حتى أن أخواته البنات سيصبحن خدماً عنده في المستقبل وبسبب افتقاد الوالدين للخبرة الكافية في أصول التربية فهم قد يصيبون مرة لكنهم سيخطؤون في تربيته مرات وسينعكس كل ما سبق على شخصيته في المستقبل.
