
بيننا وبين طائر الشنار يا مولاي شبه كبير جداً!فكلانا كان ولا يزال مطلوباً للصيادينوما أكثرهم وكان هؤلاء الصيادون يتفننون في طرق صيد هذا الطائر المسكين وكنا نرقبهم عن بعد دون أن نحرك ساكناً ظناً منا أن طيور الشنانير هي المستهدفة فقط وإذا بهم يتدربون بهذه الطرق على صيدنا نحن ولم نكن نعلم أننا نحن المستهدفون في النهاية وإليك يا مولاي أعدد لكم هذه الطرق التي كانوا قد إستخدموها لصيدنا:
النوع الأول

ويتم هذا النوع من الصيد بإطلاق النار بمختلف أنواع الأسلحة المتوفرة لدى الصيادين على طيور الشنانير حيثما وجدوها في الجو أو على الأرض منفردة كانت أو مجتمعة صاحية كانت أم نائمة صغيرة كانت أم كبيرة وقد جرّبوه معنا مِراراً وتكراراً في معظم المدن والعواصم العربية وغير العربية في هذا العالم ويمتاز هذا النوع من الصيد يا مولاي بأنّ الصيّاد وحده هو الذي يختار زمان ومكان هذا الصيد وهو الذي يُحدّد كذلك العدد المطلوب صيده من طيور الشنانير.
النوع الثاني

في شهر آذار من كل عام ـ كما تعلمون يا مولاي ـ تضع أنثى الشنار بيضها في عش أرضي تختار مكانه بعناية فائقة وبرغم ذلك كان الصيادون يكتشفونه فيقومون باستبدال البيض الموجود فيه بحجارة مُشابهة ويستهلكون بيضه في حياتهم اليومية وتنطلي هذه اللعبة على طائر الشنار لأن الأنثى تضع بيضتها وتخرج من العشّ فوراً دون التعرّف عليها ليأتي الذكر بعدها ويرقد على البيض وفي هذه الأثناء تقوم الأنثى بحراسة العش بما فيه الذكر وبعض إنقضاء مدة التفقيس يكتشف طائر الشنار الذكر أنه كان يرقد على حجر وليس على بيض وقد جربوا هذا النوع معنا مراراً وتكراراً فكانوا يجمعون صغارنا ليس في آذار فقط بل على مدار السنة ويضعوهم في أقفاص حديدية.
النوع الثالث

ويُسمى هذا النوع من الصيد بالصيد الجائر فقد لا يكتفي الصيّاد بالبيض وحده بل يُريد الذكر والأنثى أيضاً فيقوم بنصبِ شَرَك بباب العش وقبل أن يدخل الذكر إلى عشه يجد نفسه في هذا الشرك فيأتي الصياد ويأخذه حياً ويعيد نصب الشرك ثانية وينتظر مجيء الأنثى التي طال إنتظارها للذكر فتذهب إلى العش للإطمئنان عليه فتقع هي الأخرى في الشرك فيأخذها الصيّاد مع الذكر ويصنع منهما عشاءاً فاخرًا في ذاك اليوم ويتم هذا النوع من الصيد بصمت ودون سلاح ويُصاد طائر الشنار في عقر داره مما يُكسبه عاراً أبدياً ويُكسب الصياد النشوة والرغبة في تكرار الحدث لكن الشنانير يا مولاي سرعان ما تكتشف هذه اللعبة وتحبط عمل الصيادين أما نحن يا مولاي فقد تعرضنا بين الفينة والأخرى لهذا الصيد الجائر لأننا كنا نُصور أعشاشنا ونعرضها على الفضائيات.
النوع الرابع

ويستعمل هذا النوع من الصيد عندما لا يطمع الصياد بطائر أو اثنين بل برفٍّ كامل من الشنانير فيخلط القمح مع (مُخدر) ويضعه في مكان مكشوف ليأكله أكبر عدد ممكن من الشنانير ويأتي رف الشنانير ويبدأ بأكل القمح المُخدّر ومن يأكل أكثر يدوخ أولاً إلى أن يحضر الصياد ويمسك بمن تخدّر دون عناء ولا تعب وسرعان ما تكتشف طيور الشنانير هذه اللعبة وتُعرِض عن القمح المُخدّر وتغادر المكان بسرعة هائلة لكن الشنار يتعلم من مرة واحدة يا مولاي أما نحن فكم من مرّة مُسكنا مسْك اليد؟ وكم من مرّة أكلنا من القمح المسموم؟.
النوع الخامس

أما هذه النوع من الصيد فيستخدم عندما لا يستطيع صياد واحد أن يقوم بالمهمة منفرداً فيجتمع فريق من الصيادين ويقومون بتوزيع أنفسهم إلى مجموعات صغيرة وكل مجموعة من هذه المجموعات تذهب إلى جبل من الجبال المتقابلة والمتجاورة وتنتظر قدوم الشنانير بعد أن يتفقوا على توزيع (الغنائم) فيما بينهم وتبدأ العملية بقدوم رف الشنانير إلى أحد الجبال فتقوم مجموعة كل جبل بإزعاج هذا الرف فيطير إلى جبل مجاور أو مقابل وهكذا إلى أن يتعب هذا الرفّ فيمسكونه بأيديهم وسوف لن ينفع الشنار سرعته في الجري ولا قدرته على الطيران وقد جربوا هذا النوع من الصيد معنا مراراً وتكراراً لا بل كان البعض من الأصدقاء والأقارب كثيراً ما يلتقي مع العدو لمحاصرتنا والنيل منا.
النوع السادس
