صدفة اللقاء


wady
قطع الآذان حديث صاحبنا مع هذا الرجل المسن

قطع منادي الصلاة حديث صاحبنا مع هذا الرجل المسن وعلى الفور دعى الرجل المسن صاحبنا إلى أداء فريضة الصلاة في وقتها فعرض عليه صاحبنا أن يوصله إلى المسجد بسيارته إلا أن الرجل المسن رفض عرضه هذا وأصرّ على أن يذهبا معاً مشياً على الأقدام لأن المسجد أقرب مما يتصور صاحبنا وعندما إنتهوا المصلون من تأدية صلاتهم خرج الأحياء منهم وبقي الأموات الأحياء بعد أن تجمعوا حول صاحبنا صامتين مندهشين فهم يرونه لأول مرة مع رفيقهم الرجل المسن. 

imagescacajp9y
وعدهم صاحبنا أن يكون له لقاء يومي معهم 

وعلى الفور قطع الرجل المسن صمت المكان وقال لهم: صاحبنا هذا مُتقاعد جديد يمكن لكم أن تستفيدوا منه وتعلموا منه ما إنقطع عنكم من أخبار دنياكم طيلة هذه السنين وما إن سمعوا بذلك حتى تحلقوا حول صاحبنا وطالبوه أن يحكي لهم حكايات من دنياهم التي كانوا قد غادروها مُجبرين أو مُخيرين فوجدها صاحبنا فرصة ثمينة له (بعد أن رفض سماعه الأحياء) بأن يأخذ ما كتبه من حكايات ومقالات ويرويها على مسامعهم لعلهم يسمعونها فيطمئنوا أو يقلقوا على ما كانوا قد قدموه في دنياهم ووعدهم أن يكون له لقاء يومي معهم بعد صلاة العصر من كل يوم يُحدثهم فيه عن أشياء لا زالت عالقة في أذهانهم ويريدون لها جواباً لها.

download (14)
لن أكون الحكواتي الذي تعرفون

وفي عصر اليوم التالي ذهب صاحبنا ليفي بوعده وإذا بالمسجد مكتظ بمن فيه بعد أن أبلغ كل واحد منهم أصدقائه الذين لم يحضروا لقاء الأمس وما أن إنتهى صاحبنا من صلاته حتى تحلق الأموات الأحياء من حوله قائلين: خبرنا يا رجل عن أحوال دنياكم التي كنت فيها؟ ردّ عليهم صاحبنا: عن أي شيء تريدون أن أحدثكم؟ قالوا: عن كل شئ فنحن مشتاقون لسماع أحوالكم في الدنيا بعد هذا الغياب الطويل عنها فقال لهم صاحبنا: إن الحكواتي الذي كنتم تعرفونه في دنياكم قد إنتهى دوره وأنا لن أكون الحكواتي الذي كنتم تعرفون!من له سؤال مُحدّد فليسأله؟ وأنا سأجيبه عنه في الحال. 

teacher-manager-between-chair-and-desk-6645
وكان أول المتكلمين مدرساً في ستينات القرن الماضي 

صاح أحد الأموات الأحياء الجالسين حول صاحبنا فقال: لا تزعجوا صاحبكم أكثر ولا يقاطعه في كلامه أحد واحد منكم يسأل والباقي يستمع فقالوا مجتمعين: له منا السمع والطاعة وكان أول المتكلمين رجل عرّف على نفسه بأنه كان يعمل مدرساً في ستينيات القرن الماضي فقال: كنت والأخ فايز علي الغول نعمل في سلك التعليم في مدينة نابلس وكان قد وعد أن يُصدر كتاباً في ذلك الوقت لكن الموت الأصغر أخذني قبل أن ترى عيني هذا الكتاب فهل سمعت بهذا الكتاب أو قرأته يا ضيفنا العزيز؟.

بدري عليك يا ولدي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s