
كان رجل وزوجته، يعيشان معاً في بيت واحد، وما أن جاء خريف العمر، حتى وجدتهما قد اختلفا على كل شيء، لكنهما كانا قد اتفقا على إحضار خادم لهما. جاء الخادم ولم يُعلماه أنهما مُختلفان في كل شيء، وبدأ الخلاف بينهما يتزايد، لكن كلاهما لا يستطيع مجابهة الآخر مباشرة، لأن كلاً منهما يعلم وزن الآخر جيداً، واحتارا فيما بينهما كيف يختلفان دون أن يكتشفهما الناس. لم يجدا أفضل من موضوع الخادم ليكون مادة خلافية بينهما، فهما بذلك يبعدان شبهة تقصير كل واحد منهما بحق الآخر، ويظهرا للناس أن العيب في الخادم وليس فيهما.

وأصبح الزوج يراقب الخادم عن بعد، فإذا طلبت منه زوجته شيئاً، ونفذه لها بالسرعة المطلوبة غضب هذا الزوج، واتهم الخادم بأن ميوله أنثوية، فهو يميل إلى سيدته أكثر من سيده، وإذا طلب منه سيّده شيئاً ونفذه بالسرعة المطلوبة، اتهمته سيدته بأن ميوله ذكرية، وهو يميل نحو سيّده أكثر، واحتار الخادم المسكين ماذا يفعل، وعندما سأله سائل عن أحواله، في البيت الذي يعمل فيه، قال قولته المشهورة: لا مع سيّدي بخير، ولا مع ستي بخير، وذهب قوله مثلا، يردده الناس على ألسنتهم بين الحين والآخر، وكلما لزم الأمر.
