شـرّ الـبـلـيّـة مـا يُـضـحـك


5e2db7d2596995af415c6aa8a0e8f5ba
شيخ وزوجته خرجا من فلسطين لآداء مناسك العمرة

شيخ وزوجته في خريف العمر خرجا من فلسطين المحتلة متجهين إلى الديار المقدسة لآداء مناسك العمرة بعد أن أعطوه أولاده جهاز موبايل كي يسهل الإتصال به عند اللزوم وعندما علم أهل وأقارب وأصدقاء هذا الشيخ أنه كان قد أنهى مناسك العمرة وهو في طريق عودته إلى أرض الوطن وما أن وصل هذا الشيخ إلى نقطة العبور الإسرائيلية حتى إنهال أهل وأقارب وأصدقاء هذا الشيخ باتصالاتهم الهاتفية أثناء وجود هذا الشيخ في خضم معركته مع اليهود على الجسر.

7213213975108240384
المعركة اليومية التي يخوضها الفلسطينيون على  الجسر 

أما عن هذه المعركة لمن لا يعرفها فعليه أن يخلع حزامه وعقاله وحذاؤه وسترته ويمر تحت آلة التفتيش الإلكتروني دون أن تصرخ وإذا صرخت هذه الآلة في وجهه عليه أن يفتش نفسه بنفسه ويعاود الكرة مرة أخرى وإذا خرج من تحت هذه الآلة فعليه أن يلملم أغراضه ويقوم بلبسها وينتظر فحص أوراق جواز سفره ورقة ورقة وبعد ذلك يأخذ جواز سفره ويلتحق بأحد الطوابير لختم أوراقه ومن ثم العثور على حقيبته ويقوم بعرضها على الجمارك الإسرائيلية وما أن تنتهي هذه الإجراءات المعقدة يكون قد فقد أعصابه.

images1SUICUI0

واحتار الشيخ بين أن يواصل معركته مع اليهود وبين أن يرد على مكالمات محبيه فما كان منه إلا أن كظم غيظه أمام اليهود خوفاً منهم وبقي كذلك إلى أن خرج من نقطة التفتيش وما أن دخل الشيخ وزوجته باب الحافلة التي ستقلنا جميعاً إلى مدينة أريحا حتى بدأ الشيخ يفرغ ما بجعبته عن الحب والمحبين وبدأ في الكلام لوحده دون أن يستشيره أو يطلب منه أحد حيث قال متطوعاً لكل من هم في الباص وأنا منهم:الله … الله … على الحب وأيامه والمحبين ولياليهم خاصة عندما يأتي هذا الحب في غير زمانه وفي غير مكانه لقد تذكرني كل من يدعي محبتي وأنا بين يدي اليهود في نقطة التفتيش والله ما في حدا بحب حدا … إلا كله نفاق في نفاق.

46119929

وفوراً بدأت أتناغم مع هذا الشيخ دون أن أعرفه من أجل أن أخفف من نقمته على الحب وعلى المحبين فقلت له:ما حبيت حدا في زمانك يا حاج؟فقال:حبيت كل الناس يا ولدي حبيت إخوتي وأولادهم وأخواتي وأولادهن وخالاتي وأولادهن وعماتي وأولادهن وأعمامي وأولادهم وأخوالي وأولادهم وكلهم والحمد لله نسوا الحب الذي كان قد أحببته لهم في صغرهم.

imagesTEDXBT6M

قلت له في الحال:يكفيك محبة أولادك وبناتك إيش بدك في الباقي يا حاج؟فقال:أيها الناس لا تحبوا أولادكم بعد الزواج لأنكم إن فعلتم ذلك ستغضبون نسائهم فهن يردن أزواجهن مقطوعين من شجرة لا أباً ولا أماً لهم فقلت له:يكفيك إذن محبة زوجتك لك أيها الشيخ فقال:إذا كانت الزوجة يا ولدي تتنكر في حبها لزوجها عندما يشيخ ويكبر في السن فكيف لكل هؤلاء المتصلين بي أن يدعوا محبتي الآن؟…لا أعرف والله فضحك كل من كان قد سمعه من ركاب الباص وأنا منهم وقال أحدهم معلقاً:فعلاً يا ناس شر البلية ما يضحك.  

رحلة مع الذكريات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s