
في الغرب بعد أن يُحال المرء على التقاعد يتفرغ لنفسه ليرى العالم، ولأجل من تقاعدوا ظهرت شركات سياحية تنقلهم إلى داخل البلاد وخارجها لتوفر عليهم المشقة والتعب وكما هي عادتنا، فقد قلّدناهم وفتحنا مكاتب سمسرة أسميناها شركات سياحية لتسمسر على كبار السن بدلاً من خدمتهم، لكنني توسمت الخير في إحدى هذه الشركات السياحية وحجزت مقعداً لي في إحدى رحلاتها المتجهة إلى لبنان وكنت قد نسيت أننا شعب لا نحب الشفافية ولا الوضوح، والصدق ليس من شيمنا رغم إدعائنا للآخر بأننا صادقون.

أما مهنة الدليل السياحي عندهم فهي مهنة محترمة متطلباتها الثقافة الواسعة والصدق والوضوح وحب خدمة الغير، لكن شركاتنا تأتي بسمسار عاطل عن العمل ليقود الرحلة السياحية دون مقابل مادي مناسب، وعليه تدبير مأكله ومشربه ومصروفه بنفسه فيضطر إلى أن يعقد الصفقات مع الفنادق والمطاعم والاستراحات دون أدني اهتمام بمن معه في الرحلة، باستثناء من يدفعون له العمولة المناسبة لتحريكه.
