
وفي هذه الأثناء، فتح باب الزنزانة شاب وسيم طلبني بالإسم، بعد أن عرّفني بنفسه فقال: أنا أعمل في البحث الجنائي، ووالدي كان معلماً مثلك، وكما أنني لا أقبل أن يهينه أحد، سوف لن أقبل إهانتك. عفواً أستاذي من لا يعرف الصقر يشويه، فوالدي كان قد زرع فينا أن من علمني حرفاً كنت له عبداً، أما شباب هذه الأيام ممن لم يُعلمهم جيل والدي فعلّموا أنفسهم بأنفسهم في غياب معلميهم، فجعلوا: من علمني في الصغر سأذله في الكبر، ثم أكمل هذا الرجل كلامه قائلاً:لقد اتصل إبنك هاتفياً بالمديرية ليسأل عنك، ومن حسن حظي، أنني كنت بالصدفة من ردّ على إتصاله، وفهمت منه قضيتك، وأوصاني بك خيراً، تعال واجلس معنا في غرفة الحارس، ففيها مروحة على الآقل.
