أدخلوني غرفة التحقيق وكانت هويتي لا زالت مع ذلك الشرطي الذي أحضرني معه وبعد تحيته للمحقق قال هذا الشرطي:سيدي هذا الأستاذ مطلوب في قضية عام 1997 فأمرني المحقق بالجلوس وأخذوا الهوية وذهبوا بها إلى غرفة الكمبيوتر وبعد فترة من الزمن عاد الشرطي ليقول:سيدي لم يُوضّح الكمبيوتر نوع قضيته لكنه فعلاً مطلوب القبض عليه واليوم يوم عطلة رسمية ولا نستطيع معرفة نوع قضيته فلا بد له من أن ينام عندنا حتى تفتح المحكمة أبوابها يوم الأحد القادم لنتعرف على قضيته.

أما أنا فتوقعت من هذا الضابط أن يقول لهؤلاء الشرطة الذين كانوا قد ألقوا القبض عليّ:هل قبضتم على كل المجرمين ولم يبق إلا هذا الأستاذ عندما تركتم نقطة التفتيش وجئتم به إلى المخفر وتركتم المجرمين الحقيقيين يسرحون ويمرحون؟عودوا إلى مكان عملكم وأتوني بالمجرمين الحقيقين؟وأنت يا أستاذ:عليك قضية سابقة أعطني هويتك ويوم الأحد تنهيها وتحضر لتأخذ هويتك وأنتم يا أيها الشرطة الحريصين على أمن هذا البلد:اذهبوا إلى المكان الذي تركتموه خالياً.

وجلست في غرفة التحقيق على مقعد خشبي وأسندت ظهري إلى حديد زنزانتها التي تأخذ نصف حيّزها وبدأت أستمع للحوار الذي يدور بين المحقق ومن يتواجد عنده من أصحاب القضايا وخلال ربع ساعة فقط رأيت وسمعت العجب وما هو أعجب من العجب عندما سمعت قضية من هذه القضايا أبطالها أخوة ثلاثة وزوجاتهم وأمهم وأختهم بعد أن هجموا على المحقق معاً ليسجل كل أخ على أخيه قضية.
