عندما يولد لنا طفل (نؤذن) في أذنه اليمنى، و(نقيم) الصلاة في أذنه اليسرى، و(نذبح) عنه العقيقة، للولد مثل حظ الأنثيين، وندّعي بعدها أننا قمنا بهذا كله لله ولرسوله وللمؤمنين، والطفل لا يعي ما نفعله من أجله، وعندما يشتد عوده، نُعلمه بما كنا قد فعلناه من أجله، فنكبر في عينيه، ثم نُسمعه في الليل والنهار: أن كلّ المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه، فيُصدقنا المسكين، وينام ليله مطمئناً على دمه وماله وعرضه، وعندما يتقدم به السن أكثر، (نعرّف) له المسلم بأنه: من سلم الناس من لسانه ويده، ولأن كل من يحيطون به مسلمون، فيطمئن أكثر، وتزداد ثقته في محيطه وفي مجتمعه.
وعندما يتعلم القراءة والكتابة، يقرأ في كتبه المدرسية: أن المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد، إذا إشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد، بالسهر والحمى، فيتخيل أن كل من هم حوله من (الملائكة)، وتزداد ثقته في الناس أكثر، إلى أن تصبح ثقة عمياء، ولا يعلم هذا المسكين، أن كل ما سمعه وقرأه، ما هو إلا (كلام في كلام)، ويبقى كذلك، إلى أن يجد نفسه يوماً ما من (المغفلين)، بعدها يكتشف لوحده، أن كل ما قلناه له غبر صحيح، وعلى الفور، يكتشف سذاجته، فتنهار أحلامه، وبعد أن يكتشفنا على حقيقتنا، نسحب كل ما أسمعناه له لنقول له: القانون لا يحمي المغفلين.