
لا بد لي أن أذكر القارئ للمرة الثانية بأزمة المواصلات الحادة التي كانت قد خلقتها حرب الخليج في مدينة عمان وزاد الطين بلة أن كثيراً من الحافلات العامة والتكسيات العمومية كانت قد ذهبت مع من ذهبوا لآداء فريضة العمرة في رمضان في تلك السنة فاشتدت الأزمة أكثر لا بل وصلت إلى ذروتها وأصبح العثور على تكسي أصفر من سابع المستحيلات لا سيما قبيل المغرب في رمضان.

وفي أحد أيام رمضان سنة 1992 أشارت لي امرأة وطلبت مني الوقوف عند البوابة رقم 4 للمدينة الرياضية في عمان وكانت معها طفلتها الصغيرة وأكياس كثيرة بداخلها أغراض متنوعة بينما كنت مُتجهاً من مدينة عمان إلى مدينة الزرقاء وكانت الشمس تودع السماء فوقفت لها فقالت: هل يمكن أن تأخذني في طريقك يا أخي إلى طبربور لأنني تأخرت عن تحضير وجبة الفطور لزوجي وأولادي ولا أشك في أنك تعلم أن المواصلات تزداد صعوبة كلما اقتربنا من آذان المغرب؟.
