الأصل في كل الأشياء التي تباع وتشترى هو الخوف من تقليدها أو تزويرها، لهذا تضطر معظم المحلات التجارية الناجحة إلى أن ترفع شعاراً لها يقول: ليس لدينا فروع أخرى، إلا محلات بن العميد فقد أصبحت لها فروع عديدة لم تقم هي بفتحها، بل فتحها لها أناس متطوعون فكل من يسير في شوارع مدينة عمان في هذه الأيام يرى بأم عينيه دكاكين صغيرة من الصفيح ومن التنك ومن القش أحياناً تنتشر على جوانب هذه الطرق تدعو المارة إلى تذوق بن العميد والله هو الذي يعلم إذا كان هذا الكلام صحيحاً أم لا.

أقول ذلك معتمداً على القانون العام في التجارة الذي يقول أن الربح = ثمن البيع – ثمن الشراء، وبما أن ثمن البيع ثابت لدى الكل إذن لتحقيق أكبر ربح على هذه المحلات أن تقوم بتخفيض ثمن الشراء، فكيف تشتري هذه المحلات قهوتها من بن العميد وهو الذي يسعر لنفسه ويختار أعلى الأسعار؟ فسعر كيلو القهوة من بن العميد أصبح أعلى من سعر كيلو لحم بلدي.

قد يقول قائل: إن هناك من الباعة من يشتري قهوته من بن العميد فعلاً كي يزيد من مبيعاته وبالتالي يزيد من أرباحه، لهؤلاء أقول: إن هؤلاء الباعة إن وجدوا يكونون قد قاموا بسرقة نجاح الآخرين، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بقتل الإبداع والمنافسة فيما بينهم عندما يشترون قهوتهم من مصدر واحد، وكان على كل منهم أن يصنع النجاح بنفسه لا أن يسرق نجاح الآخرين.
