
بالأمس دعيت أنا وزوجتي لحضور حفلة زفاف في (صالة جبري للأفراح) في مدينة عمان وما أن دخلنا الباب وإذا بالنادل يقول لي: على زوجتك أن تتجه للطابق العلوي وتدخل (قاعة الحريم) أما أنت فعليك أن تتجه للأمام وتدخل (قاعة الرجال) في الطابق الأرضي فأطعت أمره على الفور دون مناقشة لأنهم علموني أن (الضيف أسير المحِلّي) فودّعتُ زوجتي وسار كل منا في الإتجاه الذي رُسم له أما أنا فدخلت قاعة لا أعرف من فيها غير والد العروس وبعد أن بحثت عنه بين الحضور وجدته وكعادتنا في مثل هذه المناسبات قمت بتقبيله عدة مرات ثم تمنيت له أن يفرح فيما تبقى عنده من أولاد وبنات واخترت أقرب طاولة وجلست.

نظرت إلى من أجلس معهم على هذه الطاولة فلم أتعرّف على أيّ أحد منهم وعلى الرغم من ذلك حاولت أن أفتح معهم حواراً فلم أفلح بعد أن اعتبروني مُتطفلاً عليهم فقلت في نفسي: سأذهب وأجلس في مدخل الصالة لعلّ وعسى أن أجد هناك من أعرفه أو يعرفني كي أقضي معه بقية هذه السهرة التي فرضت عليّ وغادرت الطاولة التي كنت أجلس عليها وبهذا كنت قد أرحت واسترحت.

وما أن دخلت إلى هذا المدخل وإذا بصديق عزيز عليّ لم أره منذ مدة طويلة يسبقني ويجلس في المكان الذي أنوي الجلوس فيه فسلمت عليه وجلسنا معاً وبعد أن حمد كل منا الله على صحته وصحة صديقه بادرته بالسؤال: لماذا يا صديقي تجلس وحدك هنا؟ فقال: أنا مدعو إلى حفلة زفاف لأحد أبناء الجيران وعندما دخلت القاعة مع زوجتي وجدت الحفلة (مختلطة) فتركت زوجتي وحدها وجئت كي أنتظرها هنا وحدي حتى تنتهي هذه الحفلة.

ثم أكمل كلامه وقال بكل ثقة: هذا ما حدث معي وبدون أن أسمع منك بالتأكيد أنك مثلي هارب من عرس مختلط فقلت له: أنا عكسك يا صديقي تماماً فأنا مدعوّ إلى حفلة عرس آخر غير العرس الذي أنت مدعوّ إليه فوجدت الحفلة (غير مختلطة) فأخذوا مني زوجتي وتركوني وحيداً مع أناس ألتقي بهم لأول مرة فلم أجد منهم من أجالسه في القاعة فخرجت منها أبحث عن أحد أعرفه فوجدتك أنت.
