
كنت قد قدمت امتحانات التوجيهي في مدرسة ثانوية الروم الكاثوليك للبنات بمدينة الزرقاء عام 1968 في قاعة واسعة كبيرة. وما أن تعرفت على هذه القاعة ودخلتها حتى دخل بعدي مدير القاعة متأخراً قليلاً عني، وكان في ذلك الوقت شاباً طويلاً ممتلئ الجسم مفتول العضلات. وبالرغم من ذلك لم ينتبه له أحد من الطلبة الموجودين في القاعة فالكل كان خائفاً ومشغولاً في مراجعة المادة قبيل الامتحان. احتار هذا المدير في كيفية ضبط القاعة فتذكر المثل العربي الذي كان سائداً في تلك الأيام (اضرب المربوط فيخاف الفالت) وأراد تطبيقه فاختارني أنا من دون طلاب القاعة كي يختبر صحة ما يحفظ من أمثال.

أما لماذا اختارني أنا من دون خلق الله؟فلأنني كنت من الطلاب القلائل الذين كانوا يجلسون على مقاعدهم وينتظرون ورقة الأسئلة على أحر من الجمر، فباقي الطلبة كانوا متجمعين حول بعضهم البعض زرافات ووحدانا يتناقشون في كل شيءٍ يخص ذلك الامتحان، وإذا به ينقض عليّ كنمر كسر قيده وما أن وصلني حتى رفع يده إلى أقصى حد يستطيعه وانهار بها على وجهي، فكانت يده كمطرقة والمقعد الذي أمامي هو السندان، وعلى الفور تركت يده بصمة على وجهي وأحدثت في القاعة (فرقعة) كالرعد أسكت كل من هو في القاعة.
