رسالة مفتوحة للجميع


scan10129
مع طلابي في ثانوية عبدالله السالم في الكويت 

عندما تخرجت من الجامعة، لم أكن أفكر في المكان الذي سأعمل به، ولا بمقدار الراتب الذي سأتقاضاه مقابل ذلك العمل، لأن التعليم كان عندي أمنية وهواية، قبل أن يكون مهنة، زد على ذلك أن حاجتي في ذلك الزمان كانت قليلة، وطلباتي في ذلك الوقت كانت أقل بكثير من هذه الأيام، أما طموحاتي فلم يكن لها سقف محدد، فأنا كنت من جيل مُشبع بالقومية العربية حتى العظم، ومن جيل كان قد تعلم وتربّى على أن بِلَاد العُرب أَوْطَاني مِن الشَّام لبغدان.

scan10222
كانت الكويت تسمي نفسها بلاد العرب 

لكن وجود أخي الأكبر في دولة الكويت في ذلك الوقت، جعلني أُفضّل الإقامة والعمل في دولة الكويت على غيرها من الدول العربية الأخرى، لا سيما وأن الكويت كانت تُسمي نفسها، والناس تُسميها (بلاد العرب). وما هي إلا سنوات ليست قليلة، حتى بدأت موجة المد القومي في الإنحسار، وظهرت بدلاً منها  (موجة) من القطرية والعنصرية، اجتاحت معظم البلاد العربية، ومن ضمنها الكويت، عندها أصبحت أنتظر اليوم الذي أعود فيه إلى وطني، كي أعلم أولاد بلدي.

Scan10452
وتحققت أمنيتي بالعودة إلى أرض الوطن

وجاءت حرب الخليج بخيرها وشرها، وتحققت أمنيتي بالعودة إلى أرض الوطن، وبدأتُ التعليم في بلدي، حيث كنت قد عملت مدرساً فِي مدرسة (خاصة) لمدة خَمْس عَشْرة سَنَة متصلة، تغيرت فيها إدارات كثيرة، لكنني لم أطبّل أو أزمّر لأي من هذه الإدارات، ولم أكن من زُلمها، أو من سدنتها، أو من خدمها، أو من حاشيتها، فهمشوني، وغيبوني، وخيروني بين أن أبقى في مهنة التعليم التي قد حولوها إلى مهزلة، أَو أن أحطم الأمنية، فاخترت (تَحْطِيم الأُمْنِيَّة)، على أن أبقى في المهزلة، عندها هَلَّلَ وَكبّر عبيد (الظلمة). 

d8b7d8b7d8b7d8b7d8b7
لم أجد من كل هذه الإدارات حتى كلمة شكراً  

وخلال هذه السنوات الخمسة عشر، كنت قد وصلت (القمة) في العطاء والبذل والتفاني، بعد أن تراكمت لديّ (خبرات) مختلفة فِي التعليم والتعلم،(وشهد) لي معظم من كنت قد درّستهم من الطلاب بالأمانة والإخلاص، والأداء المتقن في العمل، والخبرة العالية إلا هذه الإدارات المتعاقبة في تلك المدرسة، وعلى إختلاف ألوانها وتوجهاتها، فلم أحصل من أحد منهم حتى على كلمة شكراً في (العلن) خلال هذه السنوات الطويلة.

1397853257
كَيْف كنت عند غيرهم؟وكيف إنتهيت عندهم؟

أما في (السر)، فكان معظم هذه الإدارات يطلبون مني أن أُعلّم لهم أولادهم (خصوصي) في البيت، وفي نهاية العام يقومون بتجميد راتبي عندما يعجزون عن الخصم منه، بينما كانوا يغدقون العلاوات والزيادات لمن يصفق لهم أكثر، ومنهم من لم يكتف بالتجميد والخصم يل امتد نظره لمكافئتي السنوية، فأعطاني (إنذار) كي يخصم نصفها، مما جعلني أعرض عليكم بعضاً من سيرتي الذاتية في بداية طريقي المهني، لا للإستعراض والتباهي كما قد يظن البعض، ولكن لتَرَوْا بأم أعينكم، كَيْف كنت عند غيرهم؟ وكيف انتهيت عندهم؟.

كتب شكر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s