المُنَافِقُون فِي سَبِيل الله


2016-12-08-09-09-32أدهشني هذا النوع الجديد من النفاق الاجتماعي إلى الله تعالى الذي أصبح دارجاً عندنا في هذه الأيام، بعد أن أصبح يمارسه عدد غير قليل من أفراد مجتمعنا، مما جعلني أبحث عن هذا النوع من أنواع النفاق في كتب الأولين والسابقين لعلي أجد من كان قد تطرق إليه من قبلي فلم أجد غير سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، فقد اكتشفه من قبلي لا بل مَيّزه عن غيره من أنواع النفاق الأخرى بعد أن سأل رجلاً عن شيء ما فقال له الرجل: الله أعلم، فقال له سيدنا عمر: لقد شقينا، إن كنا لا نعلم، أن الله أعلم، أيها الناس، إذا سئل أحدكم عن شيء، لا يعلمه، فليقل لا أدري.

images8WNSUV2E

تخيل معي أيها القارئ، وجود سيدنا عمر بن الخطاب يعيش معنا في هذه الأيام. كم مرة برأيك سيسمع مثل هذه الجمل والعبارات، التي أصبحت تتردد على ألسنة البعض، مثل: إِن شاء الله تعالى، والله أعلم، وقَدّر الله، وما شاء الله فعل، إني أحبك في الله يا أخي فلان، وجزاك الله خيراً، وغيرها الكثير من الجمل والعبارات المتشابهة؟ وماذا كان سيقول لمستخدميها، لو سمعها منهم؟ هل كان سيترك قائلي هذه الجمل في حالهم، إذا سئلوا عن واجباتهم وأجابوا بما سبق؟ 

images-3un-236
تكرار هذه الجمل عن الحب يفقد الحب معانيه 

سأقول أنا قبل أن يقول سيدنا عمر بن الخطاب: إن التكرار الممل لمثل هذه الجمل، والعبارات في غير موضعها، ومن دون مناسبة تليق بها، هو نوع من أنواع النفاق والرياء إلى الله تعالى، والذي أخذ يلجأ إليه الكثير من الناس في هذه الأيام، كي يحتموا بالله ورسوله، وينفوا عنهم تهمة الجهل أو الطمع أو التقاعس أو الكسل أو عدم الوفاء بالعهد أو الوعد. ونسي كل هؤلاء الناس أو تناسوا، أن تكرار مثل هذه الجمل والعبارات عن الحب، حتى ولو كان هذا الحب لله وحده، في غير موضعها، يفقد الحب معانيه السامية، لا بل قد يتحول إلى كلام مُبتذل، بلا روح أو معنى. 

مـقـالات

رأيان حول “المُنَافِقُون فِي سَبِيل الله

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s