أنا والمحفظة


untitled
يعتقد الشاب أنه لا تكتمل رجولته إلا بمحفظة

في مرحلة المراهقة وما بعدها يميل المراهقون إلى تقليد الرجال في كل شيء، مشيتهم ولباسهم وحركاتهم. وأول ما يتمناه المراهق هو الحصول على محفظة، أما لماذا المحفظة؟ فهي تعني له الكثير الكثير. بالنسبة لي، فقد تأجل موضوع المحفظة إلى أن ذهبت إلى الجامعة. كان مصروفنا كطلاب في ذاك الزمان أقل بكثير من مصروف الطلاب هذه الأيام، فلا يأتي آخر الشهر على الطالب ومعه دينار واحد في جيبه لكنه يجب أن يحمل معه محفظة، فالشاب يعتقد أنه لا تكتمل رجولته إلا بمحفظة فهي التي تجعله يتشبه بأبيه أو بأخيه الأكبر أو بعمه أو بخاله.

Scan10273
أخي الأكبر

في السنة الأولى من دراستي الجامعية أهداني أخي الأكبر محفظة مصنوعة من الجلد الطبيعي غالية الثمن غريبة في عصرها، فكل من كان يراها معي كان يطلب مني تفحصها وكثيرٌ ممن تفحصها كان يطلبها لنفسه، وكنت أعتذر في الحال وأقول:الهدية لا تهدى ولا تباع. وما أن حصلت عليها حتى وضعت الفلوس التي كانت معي والهوية الجامعية بداخلها وأصبحت ترافقني في كل مكان. وجاء آخر الشهر وصرفت ما بها من فلوس وبقيت خالية إلا من الهوية الجامعية فقط وعلى الرغم من ذلك وعلى أمل أن تعود وتمتلئ ثانية في أول الشهر القادم عندما يصل مصروفي الشهري، لكن ظروفاً صعبة كانت قد منعت عني مصروف ذلك الشهر لكنني أبقيت هذه المحفظة معي على أمل أن تتحسن الأمور في الشهر القادم، وجاء الشهر القادم ولم تتحسن الأمور لسبب أو لآخر.

521559_323752187701217_936618939_n
ومنذ ذلك اليوم لم أحمل في جيبي محفظة

عندها وقفت على البلكون في الشقة التي كنت أسكن بها، وأخرجت من هذه المحفظة هويتي الجامعية بعدها قلت لها: لقد كنت نحساً عليّ أيتها المحفظة أو أنك جلبت لي النحس، ثم رميتها في الشارع العام ومنذ ذلك الحين لم أحمل في جيبي محفظة، ولا حتى هوية ولا حتى فلوس، وكثيراً ما  تعرضت ولا زلت أتعرض لمواقف تحتاج مني إلى هوية أو فلوس فلا أجد معي، فأضع نفسي في مواقف محرجة أنا في غنى عنها لكن من شب على شيء شاب عليه.

الدنيا حكايات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s