
سليمان هذا الذي أنوي أن أحدثكم عنه كان أحد طلابي في ثانوية حولي المسائية بدولة الكويت التي كانت تديرها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1975، وكان في ذلك الوقت شاباً طويل القامة عريض المنكبين أسمر البشرة مفتول العضلات يعود بأصله إلى إحدى قرى فلسطين، أما لماذا لم أنسه طيلة هذه السنين فلأنه من الناس القلائل الذين لم يضعوا القناع على وجوههم ولم يُغيروا جلودهم في الأيام التي كانوا قد عاشوها في الكويت، فبقي بسيطاً كبساطة الناس في قريته وصريحاً كصراحتهم.

في أحد الأيام حضر هذا الطالب متأخراً عن الحصة وكان عندي تقليد أن لا يدخل الصف أي طالب بعد دخولي، وعندما قرع باب الفصل ليدخل لم أسمح له بالدخول فقال: أستاذ ممكن تسمع عذري عن التأخير ولكن بيني وبينك؟ قلت له: حسناً، واقتربت منه أكثر كي لا يسمعنا أحد وقلت له: هات ما عندك، فقال: نحن في البيت ثمانية أولاد وأبي تاسعهم وأمي مسؤولة عن إطعام كل هؤلاء جميعاً، وعندما جاء موعد الغداء طلبت مني والدتي أن أساعدها في تجهيز السلطة فأطعتها فتأخرت عن حصتك.

تعاطفت مع هذا الشاب وأعجبتني صراحته وبساطته وسمحت له بالدخول، وبعد هذه الحصة أصبحنا أصدقاء وتعرفت عليه أكثر وبقيت صداقتنا إلى أن تخرج هذا الطالب من هذه المدرسة فغاب عني وانقطعت أخباره إلى أن التقيته صدفة في مدينة عمان فأخذني بالأحضان وقال: أتعرفني؟ قلت: وهل أنساك؟ قال: من أنا؟ قلت: أنت من كنت تُحضر طبق السلطة لعشرة أشخاص قال: ما شاء الله عليك ذاكرتك قوية قلت: صراحتك وبساطتك هي التي حافظت على ذاكرتي، قال: ما شاء الله عنك.

قلت: خبرني يا سليمان عن أحوالك في هذه الحياة بعد هذا الغياب الطويل هل تزوجت؟ قال: نعم وعندي من زوجتي طفلتان فقلت له: هذا يعني أنك كنت قد اكتشفت فوائد الزواج مبكراً إن كان له من فوائد فقال: فوائد الزواج كثيرة يا أستاذي أهمها أن هذا الزواج كان قد عرّفني على اسمي الحقيقي بعد أن أنستني إياه أمي وأختي سامحهما الله.

استاذ جميل
اسعد الله ايامك…..كنت أبحث قبل قليل..عن صور للثانوية حولي…رغبة..مني.في العودة إلى ذكريات..تلك الأيام الجميله..العظيمة..كنت من طلبة ثانوية حولي مسائي..حيث.درست فيها.من الصف الأول ثانوي..إلى. الثالث..عام 1975..انتقلنا بعدها عام 1976 إلى ثانوية الخالدية صباحي بأمر الوزارة..لغرض إنهاء مدار س المنظمة..وبذلك انتهى مشوارها مع مدارس المنظمة الذي كنا قد بدءناه عام 1967 بمدرسة خالد بن الوليد.
لقد كانت فترة ذهبية..عظيمة ..بمدرسيها وطلابها.
كانت سنوات..أوج العطاء…والوطنية…
إعجابLiked by 1 person