تدريس الرجال للبنات


untitled
أغلب البنات كن يجدلن شعورهن إلى جديلتين 

في الماضي الذي هو ليس بالبعيد كانت الإدارات المدرسية في مدارس البنات تستعين بالمدرسين الرجال لسد العجز إن حصل في تلك المدارس خاصة الكبيرة منها في المدن الرئيسية. ومن الأمثلة على ذلك ما حصل معي في سنة 1970 عندما استعانت بي شخصياً إدارة مدرسة يافا الإعدادية في مخيم النيرب بمدينة حلب في سوريا، عندما كنت أَدْرُس في جامعتها آنذاك لتدريس مادة الرياضيات للصف التاسع فيها. لم يكن الحجاب منتشراً في ذلك الوقت كما هو في هذه الأيام، بل كانت رؤوس البنات مكشوفة وكل بنت تسرّح شعرها بطريقتها الخاصة وبما يتناسب مع شخصيتها وكيفما يحلو لها. لكن أغلب البنات في ذاك الزمان كن يجدلن شعورهن إلى جديلتين ولقلة الإمكانيات كن يجلسن كل بنتين أو أكثر على مقعد واحد في غرفة التدريس.

dsc01383
كثير من البنات يعتقدن أن تعليمهن  الطبيخ أفضل

كان في أحد الفصول التي أُدَرِّسها بنت لا تريد أن تفهم مادة الرياضيات، إما لصعوبتها أو أنها كانت لا ترى جدوى من دراستها وتدريسها للبنات، فالكثير من بنات جنسها يعتقدن أن لف ورق العنب وحفر الكوسا وكيفية صنع الكبة أفضل لهن بكثير من فهم الهندسة والرياضيات والعلوم، فهن أولا وأخيراً سيجلسن في بيوتهن في انتظار فارس الأحلام. وعندما يأتي هذا الفارس المغوار سوف لن يسألها عن ما درسته من علوم ورياضيات بل سيسألها عن ما طبخته له في ذلك اليوم.

untitled

في أحد الأيام بينما كنت منهمكاً في شرح نظرية في الهندسة المستوية للصف التاسع وهذه البنت لا تريد أن تفهم ما أقول فلم تجد ما تنشغل به غير جدايل الطالبتين اللتين تجلسان أمامها فبدأت تلعب بهما بهدوء وتفتقت قريحتها أكثر، فقامت بربط الجديلة اليسرى للبنت الأولى بالجديلة اليمني للبنت التي تجاورها في المقعد الأمامي. والذي لم أفهمه حتى الآن هو هل أن هاتين البنتين كانت قد شعرتا بعملية الربط هذه وسكتتا أم أنهما لم يشعرا بهذه العملية مثلي؟

3378196502

وحضرت المديرة لحل المشكلة

وخلال المناقشة خطر في بالي أن أسأل الطالبات سؤالاً وكان على من ستجيب عليه أن توضح إجابتها على اللوح فأشرت بيدي على إحدى الطالبتين فقامت من على مقعدها متحمسة فرحة وبسرعة هائلة لأنها تعرف الإجابة الصحيحة، فشدّت معها صاحبتها من جديلتها ودخلتا في نوبة صياح وألم دون أن أعرف السبب، وعندما عرفت السبب وقفت عاجزاً عن التصرف في مثل هذا الموقف، واحترت في الأمر كثيراً فلم أجد أفضل من استدعاء المديرة إلى الفصل فهي أقدر مني على التصرف وحلّ مثل هذه المشكلة. وما هي إلا دقائق معدودة حتى حضرت المديرة وعندما رأت ما رأت طلبت من الآذنة أن تحضر لها مقصاً في الحال. وعندما أحضرت الآذنة المقص قامت على الفور بقص الجديلتين معاً وأخرجت البنات الثلاث معها إلى غرفة الإدارة للتحقيق والعقاب.

الدنيا حكايات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s