لكلّ عمل يعمله الإنسان في هذه الدنيا (الفانية) أجران: أجر يحصل عليه في حياته الدنيا وقبل موته يعلمه ويعلم قيمته أيضاً وأجر يحصل عليه في الآخــــرة بعد مماته لا يعلمه ولا يعلم قيمته بل الذي يعلمه هو الله وحده وأما أجر الدنيا فهو نوعان أيضاً: أجر ماديّ يقبضه العامل بعد إتمام عمله وأجر معنويّ غير مدفوع الثمن يُخزّن له في ذاكرة الناس الذين عمل معهم ولهم إن كان خيراً أو كان شراً.

وهذان الأجران الأجر (المادي) والأجر (المعنوي) يكمّل أحدهما الآخر بمعنى أنه إذا زاد الأجر المادي قلّ الأجر المعنوي وإذا قلّ الأجر المادي زاد الأجر المعنوي فإذا قلّ الأجر المعنويَ فتغطيه الزيادة في الأجر الماديّ وبالعكس إذا قلّ الأجر المادي فتغطيه الزيادة في الأجر المعنوي فمثلاً الطبيب الذي يُعالجك هو الذي يُـقـدّر أجره وأتعابه ويقبضها منك مُقدماً فلا ينتظر منك أجراً معنوباً مقابل خدماته لك.

وكذلك المهندس الذي يبني لك بيتاً هو من يُـقـدّر أجره ويقبضه منك مُقدماً فلا ينتظر منك أجراً معنوياً وكذلك الصانع أو الحرفي عندما يصنع لك شيئاً أو يُصلح لك حاجة فهو الذي يُـقـدّر أجره ويقبضه منك سلفاً فلا ينتظر منك أجراً معنوياً على ما قدمه لك وكذلك التاجر هو الذي يفرض السعر الذي يريد على بضاعته فعندما تشتري منه بضاعته لا ينتظر منك سوى أن تدفع له ما يطلبه من فلوس مقابل ما إشتريت منه ولا يطلب شيئاً غير ذلك.

إلا المُعلم يا سادة يا كرام فهو العامل الوحيد الذي يُـقـدّر له أجره ولا يُـقـدّرُه لنفسه كغيره من العمال فيبقى ينتظر الشق الثاني من الأجر وهو الأجر المعنوي فإذا لم يحصل على هذا الأجر سيبقى في انتظاره إلى الأبد فقد يأتي وقد لا يأتي وغالباً لن يراه في حياته فهناك من تعمد ـ بقصد أو بدون قصد ـ نكران الجميل للمُعلم فمنهم من أنكر عليه مهنته وادعى بأنها ليست بمهنة ومنهم من نسيه ونسي دوره وفضله لا بل أخذ يتساءل: من هو المعلم؟.

أقول لهؤلاء الناس بكل بساطة: المعلم يا سادة هو من أوجدكم في مناصبكم والمعلم هو الذي علمكم الرماية صغاراً كي ترموه كباراً فأنتم يا سادة من جعل التعليم ليس بمهنة ولم تكتفوا بهذا الحد بل جعلتم من مهنته مهنة طاردة لمن يُحبها حتى أنها أصبحت مهنة لمن لا مهنة له عندما سيّستم التعليم وعينتم عيونكم إداريين ومشرفين على هذا المعلم بغض النظر عن تخصصاتهم وخلطم الحابل بالنابل لتتسائلوا بعدها أين هو المعلم؟ أينسى الإنسان معلمه يا سادة؟.

لم تكتفوا بذلك يا سادة يا كرام بل فصّلتم له تهماً جاهزة أكبر من مقاسه بكثير فأحد مدرائكم المُعيّنين عندما كان يختلف مع أحد مدرسيه كان يهدده بالطعن في وطنيته وحبه لوطنه فيتهمه بأنه يرفض تحية العلم فمن سيّس التعليم إذن أنتم أم المعلم؟ ولم تكتفوا بذلك بل جعلتم من المعلم لعبة تتندرون عليها أمام أبنائكم لا بل جعلتم المعلم يبدو كحارس البستان تهابه الطيور الضعيفة بينما تحط على رأسه الصقور ساخرة منه أتدرون لماذا؟ لأنه الشاهد الوحيد الذي يكشف زيفكم وغبائكم.

أما أنا فأصبحت أعيش في هذه الحالة نادماً على اليوم الذي عملت فيه مُعلماً إلى أن ظهرت في حياتي كوكبة عظيمة عربية أصيلة كنتُ قد علمتهم الإخلاص في مدرسة الإخلاص الأهلية في الكويت عام 1975 عندما تذكروني بعد هذه السنين الطويلة وتعرّفوا عليّ بواسطة الإنترنت وأصرّوا على أن يُعلموني الوفاء كبيراً كما كنت قد علمتهم إياه صغاراً فأرسلوا لي تذكاراً يُذكرني بذاك الزمن الجميل الذي كان قد مضى وكنت ظننته لن يعود ومعه لابـتـوب هديّة لي بعد أن علموا أنني لا زلت أكتب لهم حتى وإن كبروا.

الأستاذ الكريم جميل عبود . هل حضرتك كنت مدرسا للرياضيات ؟؟؟ أرجو الرد
إعجابإعجاب
استاذ جميل انت جميل ويكفيك ويكفي المعلمين امثالك قول ابراهيم طوقان قف للمعلم وفه التبجيلا ، كاد المعلم ان يكون رسولا ،سوف يردد هذا البيت كل من جلس امام معلم ليوم القيامه ،والتبجيل فوق الاحترام بمراتب ، كل الحترام والتقدير في الدنيا وفي الآخرة مع الصديقين والانبياء ،بالامس اتصلت على الاستاذ فتحي سكجها وكان قد درسني الرسم الهندسي عام ١٩٧٥ في مدرسه النزهه الاعداديه بعدها شعرت بسعاده غامره لا يمكن وصفها
إعجابLiked by 1 person
انت جميل
إعجابLiked by 1 person
استاذ جميل انت جميل ويكفيك ويكفي المعلمين امثالك قول ابراهيم طوقان قف للمعلم وفه التبجيلا ، كاد المعلم ان يكون رسولا ،سوف يردد هذا البيت كل من جلس امام معلم ليوم القيامه ،والتبجيل فوق الاحترام بمراتب ، كل الحترام والتقدير في الدنيا وفي الآخرة مع الصديقين والانبياء ،بالامس اتصلت على الاستاذ فتحي سكجها وكان قد درسني الرسم الهندسي عام ١٩٧٥ في مدرسه النزهه الاعداديه بعدها شعرت بسعاده غامره لا يمكن وصفها
إعجابLiked by 1 person
بصمة حب واحترام لكل عطاءاتك
إعجابإعجاب
أشكرك أخت سلوى
إعجابإعجاب