ما بعد الستين


scan10381
في الكلية العلمية الإسلامية/جبل عمان

ما أن بلغت سن الستين من عمري حتى أحلتُ نفسي على التقاعد طواعية دون إكراه من أحد ليس لأنني لا أستطيع مواصلة عملي كمدرس للرياضيات في (الكلية العلمية الإسلامية/جبل عمان) فأنا من كنت قد اخترت وفضلت مهنة التعليم عن غيرها من المهن وكنت كذلك قد أحببت هذه المهنة وأحبتني وأخلصت لها فأعطتني أكثر مما كنت قد أعطيتها بل تقاعدت مبكراً كي أنهي إلتزاماتي الرسمية مع من كنت قد إلتزمت معهم في التدريس كي أتفرغ لأموري الشخصية البحتة فلا بد للمرء من أن يعيش فترة صفاء ذهني وروحي مع نفسه في نهاية المشوار قبل أن يداهمه العجز والمرض. 

14102422_286951915005152_3357451543847328430_n
ربيع بلادي

وما أن تقاعدت من عملي كمدرس وتفرغت من مهنة التدريس نهائياً سرعان ما قمت بمراجعة سريعة لمشوار حياتي في تلك السنين السابقة التي كانت قد مرت من عمري وبعد تدقيق وتمحيص وجدت نفسي أنني لم أقم بزيارة لبلادي فلسطين الحبيبة في فصل الربيع ولا مرة منذ أن غادرتها بعد حرب عام 1967 ولم أذق طعم الزيت والزعتر الحقيقي ولا حتى خبز الطابون الطازج وتذكرت أيضاً أنني لم أستمتع ولا مرة برؤية منظر الربيع في بلادي فلسطين ولا حتى برؤية مناظره الخلابة التي تفرح النفس وتشرح الصدر طيلة هذه السنين الطويلة.

scan10101
في مدرسة عبدالله السالم في الكويت

فمهنة التعليم التي كنت قد  اخترتها من بين كل المهن والتحقت بها في دولة الكويت سنة 1973 فور تخرجي من الجامعة لم تكن تعطيني  المجال أو الفرصة الكافية للسفر إلى بلدي فلسطين في فصل الربيع على الرغم من وجود عطلة أزلية في مدارس الكويت تسمى بـ (عطلة الربيع) فهذه العطلة التي مدتها أسبوعان لا تكفي الطالب والمعلم الفلسطيني لزيارة بلده فلسطين بينما هي تكفي المعلم غير الفلسطيني لزيارة بكين. 

رحلة مع الذكريات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s