
يقول علماء النفس ومعهم علماء البيئة أن البيئة لا تؤثر فقط في حياة الناس بل تؤثر أيضاً على طريقة تفكيرهم وعلى طريقة حل مشاكلهم وعلى طريقة إتخاذ قراراتهم بمختلف أنواعها سواء كانت قرارات سياسية أو قرارات إجتماعية أما نحن في الشرق الأوسط فتشكل الصحراء عندنا ما نسبته 80% من مساحة اليابسة وهي نسبة مرتفعة جداً اذا ما قورنت بالمساحة الكلية لصحاري العالم التي تشكل ما نسبته 33% تقريباً من مساحة الأرض اليابسة وهذه الصحاري العربية الشاسعة كانت ولا زالت مزروعة بالكثبان الرملية الثابتة أو المتحركة.

وهذه الكثبان الرملية مدينة بوجودها لبعض العوائق الطبيعية أولاً وللرمل المتحرك ثانياً وللرياح التي تحمل هذه الرمال وسرعتها ثالثاً فعندما تتغير الظروف المناخية العالمية تهب على هذه الكثبان الرملية الرياح فتحمل معها ذرات الرمال التي تستطيع أن تحملها وتعيد توزيعها ثانية على هذه الكثبان الرملية فيتغير وضعها في الحال فمن هذه الكثبان ما يزيد ويكبر حجمه ومنها ما يتمدد أكثر وتزيد مساحته ومنها ما ينقص حجمه وتقل مساحته ومنها ما يتلاشى من الوجود.

فقد تصحو من نومك يوماً من الأيام لتجد دولا بكاملها قد انمحت تماماً من الخارطة السياسية لهذه المنطقة وقد تجد دولاً أخرى قد استحدثت من العدم وقد تجد دولاً أخرى قد توسعت وزادت مساحتها وقد تجد دولاً أخرى قد تقلصت وقل حجمها وقد تجد دولاً أخرى قد قل وزنها السياسي والمعنوي والدولي وقد تجد دولاً أخرى قد نفخ في صورتها وأصبحت تلعب مع الدول الكبرى في الساحة الدولية.
