
في سنة ١٩٦٩ كنت طالباً في جامعة حلب وأسكن في سكن المدينة الجامعية وكان المسؤول عن نظافة الغرفة التي كنت أقيم فيها شاب حلبي أو لنقل أنه من منطقة حلب اسمه صلاح الدين شوشان وكان هذا الشاب ممن ظلمتهم الحياة عندما كانت قد وضعته في موقعه ذاك بينما كنت أرى غيره الكثير من الناس ممن لا يستحقون مواقعهم التي وجدوا أنفسهم بها وهذه حال الدنيا منذ أن عمر الإنسان هذه الأرض واستقر على سطحها.

كنت ولا أزال مغرماً بهؤلاء الناس ممن ظلمتهم الحياة أصادقهم وأدخل في حياتهم الشخصية قبل أن أجامل المدراء لأن هؤلاء الناس حتماً سيكون وراء كل واحد منهم قصة لا يحب الناس سماعها لأن مثل هؤلاء لا يقدمون ولا يؤخرون بالنسبة لهم بينما يسمعون مُكرهين قصص وبطولات مدرائهم الممجوجة لهذا فقد صادقته كي أعرف ما بداخله وإذا به مفعم بالأحاسيس مثقل بالثقافة مكتنز بالأخلاق لو كانت أمور الحل والربط بيدي لجعلته هو مدير سكن المدينة الجامعية وعندما سألته: لماذا أنت في آخر درجات السلم وعندك ما عندك من هذه الإمكانات؟.
