
لي صديق عراقي الجنسية يعيش في أمريكا وأراد هذا الصديق يوماً أن يزور بلده العراق ولكن عن طريق الأردن وعندما نزل في مطار الملكة علياء الدولي تذكرني فاتصل معي هاتفياً وقال: أنا مسافر إلى العراق بعد ساعة وأود رؤيتك هنا في المطار إذا كانت ظروفك تسمح لك بهذا اللقاء فما كان مني إلا أن ذهبت إليه في الحال مسرعاً إلى المطار وهناك استقبلني الرجل بالأحضان وجلسنا وتحاورنا في كل شيء خلال هذه الساعة وكاد الحديث بيننا أن يخبو لكن الله ألهمني أن أسأله سؤالاً لا يخطر على بال أحد وكان هذا السؤال: ما هديتك لوالدك المقيم في العراق؟.

فوجئ صديقي بهذا السؤال المفاجئ والغريب لكنه أحبه فقال: والدي طلب هديته بلسانه إذا عرفتها فلك مثلها وبدأت أذكر له كل ما يمكن أن يُهدى للآخرين لكنني لم أفلح في معرفة الإجابة الصحيحة فضحك صديقي وقال: والدي طلب مني أن أحضر له صندوقاً من التمر الأمريكي إلى العراق تصور يا رجل وأنا أعلم سلفاً ماذا ستقول لي: إنك ستقول أن العراق بلد التمور وقد يصبح عندك نوع من الفضول أن ترى وتتذوق هذا التمر الأمريكي لهذا سأهديك منه علبة لتكتشف بنفسك سر هذا الطلب وتقرر بنفسك هل والدي محق في طلبه هذا أم لا؟ وأخذت هديتي وشكرت صديقي وودعته وسافر الرجل.
وفي طريق عودتي من المطار تذكرت تراث هذه الأمة وبدأت أراجع في عقلي ما كنت قد سمعته من أن الجن والشياطين تكره التمور بأنواعها لأنه يُولّد حلقة زرقاء من الأشعة تحيط بمن يأكله وتمنع عنه الجن والسحر والشياطين فهل ينطبق هذا القول على التمر الأمريكي أيضاً أم أن هذه الصفة خاصة بالتمر العربي فقط؟وتذكرت أيضاً أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نأكل 3-5-7 تمرات في الصباح ومن الأفضل أكل 7 تمرات لتجنب السم والسحر في ذلك اليوم الذي نأكل فيه مثل هذا العدد من التمرات وسألت نفسي في الحال هل يتغير هذا العدد مع التمر الأمريكي أم يبقى نفسه؟.
