
دَرّسْتُها (خصوصي) في بيت والدها لعام دراسي كامل، فكانت تخرج عليّ، بوجه طفولي باسم، وشعر مربوط للخلف، وجينز مع تي شيرت، ونظارة طبية. وكنت في قرارة نفسي أُعجب ببساطتها، لا بل كنت أحسد أهلها على هذه البساطة والبراءة، وكنت أتمنى لكل البنات، اللواتي هن في مثل عمرها، أن يتمتعن ببساطتها. وفي آخر العام الدراسي، وقع بيدي الكتاب السنوي للمدرسة التي كانت تدرس فيها، ومن باب حب الاستطلاع لا أكثر ولا أقل، بدأت أبحث عن صورتها فيه، فلم أجدها، وعلى الفور، اتهمت أمها، في حجب صورة ابنتها عن هذا الكتاب السنوي، وحمّلتها مسؤولية ذلك، لأن هذا الكتاب السنوي سيصبح لها ذكرى مع الأيام القادمة التي لن تتكرر.
